العلامة اطفيش القطب الجزائري إسهاماته المعرفية وامتداداته في الجزائر والعالم

يعدّ العلامة امحمد بن يوسف اطفيش واحدا من كبار علماء الجزائر في العصر الحديث، إذ يرجع إليه الفضل في إحياء جزء هام من تراث العربية وكنوزها بالتأليف في شتى العلوم والفنون، جمعا وتصنيفا ونقدا وتمحيصا، فكان في العديد من مؤلفاته بمثابة العالم الموسوعي المتبحّر، لإلمامه الشمولي بأطراف المعرفة الإنسانية، كما كان من جهة أخرى العالم الدقيق المتخصّص لحصافته في تتبع مسائل بعض العلوم من حيث أصولها وفروعها، بما يحقق له التفوّق والتميّز أحيانا، وساعد على امتداد آثاره في الآفاق لتشع بنور العلم والمعرفة في مشارق الأرض ومغاربها. ولعلّ هذا التميّز أو ذلك الامتداد هو الذي جعل المشارقة يطلقون عليه لقب: قطب علماء المغرب.

وبناء عليه، تعـتزم كلية الآداب واللغات، تنظيم ملتقاها الدولي الثاني، بالتنسيق مع مخبر الجنوب في التاريخ والحضارة الإسلامية، في إطار فلسفتها البحثية القائمة على ضرورة العناية بتراث الأمة وأعلامها الرموز، وتوجيه الطلبة الباحثين إلى اختيار موضوعاتهم وتأطيرهم، فكان عنوان الملتقى: العلامة اطفيش القطب الجزائري إسهاماته المعرفية وامتداداته في الجزائر والعالم، تحقيقا لهذا الهدف وعملا بتوصيات الملتقى الوطني الأوّل الذي خصص لحياته وفكره.

ويأتي هذا الملتقى ليفسح المجال للباحثين المهتمين بدراسة شخصية هذا العالم الموسوعي الكبير؛ من أجل الوقوف على معالم شخصيته، وتتبع آثاره العلمية وإسهاماته المعرفية وامتداداته الفكرية في الجزائر والعالم، وذلك، من خلال الحفر في تراثه الضخم من جديد والوقوف على ما انتهت إليه الأبحاث الأكاديمية المنجزة عنه حتى اليوم، من نتائج في المستويين الوطني والدولي، على أمل الوصول إلى أحسن السبل لتثمين تلكم الجهود والنتائج، وفتح أفاق جديدة للباحثين مستقبلا، فيما يتعلّق بدراسة تراثه وفكره ومختلف مناحي شخصيته العلمية وإسهاماته في مختلف العلوم والمعارف والفنون، في محاولة لحصر دوائر الاهتمام بفكره وتراثه، باعتباره أحد المعالم الكبرى المشكّلة للهوية العلمية والثقافية والتاريخية للجزائر في العصر الحديث.